كوفيد 19 على ريادة الأعمال الشبابية في أفريقيا: نعمة مقنعة؟
لا يزال التأثير المستمر لوباء كوفيد-19 يؤثر على الشركات والاقتصادات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أفريقيا. إحدى المجموعات الديموغرافية في قارتنا التي تأثرت بشكل خاص هي الشباب. وفي حين أدى الوباء إلى تضخيم التحديات التي يواجهها شبابنا، مثل فرص العمل المحدودة، والحصول على التعليم بأسعار معقولة، وما إلى ذلك، فقد خلق أيضا فرصا جديدة لهم للابتكار، والتكيف مع الواقع الجديد، وأن يصبحوا الجيل القادم من رواد الأعمال في أفريقيا.
وسلط الوباء الضوء على أهمية ريادة الأعمال في دفع النمو الاقتصادي والابتكار في القارة. وبادر العديد من رواد الأعمال الأفارقة إلى توفير السلع والخدمات الأساسية، أثناء الجائحة وبعدها، مثل معدات الحماية الشخصية، ومعقمات الأيدي، والعديد من الإمدادات الطبية الأخرى. لقد تكيفت أيضًا مع ظروف السوق المتغيرة، مثل التركيز على منصات التجارة الإلكترونية للوصول إلى العملاء وتحويل نماذج أعمالهم للتركيز على المزيد من المنتجات والخدمات المرتبطة بالوباء.
ومع ذلك، فإن رواد الأعمال الأفارقة الشباب أنفسهم لم يتغلبوا بعد على الحواجز التالية التي تفاقمت بسبب جائحة كوفيد-19. يشملوا:
- محدودية الوصول إلى التمويل: لقد زاد الوباء من صعوبة حصول رواد الأعمال الشباب في أفريقيا على التمويل. أصبح العديد من المستثمرين والمؤسسات المالية أكثر عزوفًا عن المخاطرة بسبب حالة عدم اليقين الاقتصادي الناجمة عن الوباء. وهذا ما جعل من الصعب على رواد الأعمال الشباب تأمين رأس المال الذي هم في أمس الحاجة إليه لبدء أعمالهم التجارية أو تطويرها.
- تعطيل سلاسل التوريد: لقد أدى الوباء إلى تعطيل سلاسل التوريد على مستوى العالم، مما جعل من الصعب على رواد الأعمال الشباب في أفريقيا استيراد وتصدير البضائع بسبب بعض القيود التي تم وضعها. وقد جعل هذا أيضًا من الصعب عليهم الحصول على المواد والمنتجات التي يحتاجونها لتصنيع منتجاتهم والوصول إلى عملائهم.
- انخفاض الطلب على السلع والخدمات: وقد أدى الوباء إلى انخفاض كبير في الطلب على العديد من السلع والخدمات، لا سيما تلك التي لا تعتبر ضرورية حيث اضطر الناس إلى تقليص إنفاقهم بسبب فقدان الوظائف والشكوك الاقتصادية. وقد أثر ذلك على رواد الأعمال الشباب في أفريقيا الذين قد يعملون في الصناعات التي تأثرت بانخفاض الطلب. وقد أثر ذلك أيضًا على الجهود التسويقية للعديد من رواد الأعمال الشباب في أفريقيا، الذين اضطروا إلى إيجاد طرق جديدة للوصول إلى عملائهم.
- إغلاق الأعمال: اضطرت العديد من الشركات في أفريقيا إلى الإغلاق، لأنها لم تتمكن من التعافي من الاضطراب المالي/التشغيلي الناجم عن الوباء. وقد أثر ذلك أيضًا على رواد الأعمال الشباب الذين ربما كانوا يعتمدون على هذه الشركات كموردين أو عملاء.
- التغيرات في سلوك المستهلك: وقد أدى الوباء إلى تغييرات دائمة على ما يبدو في سلوك المستهلك، حيث لا يزال العديد من الأشخاص يفضلون التسوق عبر الإنترنت بدلاً من التسوق شخصيًا. وقد خلق هذا فرصًا لرواد الأعمال الشباب الذين تمكنوا من تحويل أعمالهم للتركيز على التجارة الإلكترونية. ومع ذلك، فقد خلقت أيضًا تحديات لأولئك الذين لم يتمكنوا من التكيف مع هذه التغييرات.
- زيادة الحاجة إلى الابتكار: وقد أدى الوباء إلى زيادة الحاجة إلى الابتكار على مستوى العالم، لا سيما بالنسبة لرواد الأعمال الشباب في أفريقيا الذين تمكنوا من الابتكار والتكيف مع البيئة المتغيرة، حيث أصبحوا قادرين على مواصلة العمل وحتى توسيع نطاق أعمالهم.
- الإنكماش الاقتصادي: وتسبب الوباء في انكماش اقتصادي كبير في أفريقيا، حيث تكافح العديد من الشركات من أجل البقاء واقفة على قدميها. وقد أثر ذلك على قدرة رواد الأعمال الشباب على تأمين التمويل والوصول إلى الموارد الأخرى التي يحتاجون إليها لبدء أعمالهم التجارية وتنميتها.
على الرغم من التحديات التي أحدثها الوباء، فقد كانت هناك تطورات وفرص إيجابية لريادة الأعمال الشبابية في أفريقيا مثل؛
- تعزيز المبيعات عبر الإنترنت: وقد أدى الوباء إلى تسريع التحول نحو التسوق عبر الإنترنت، مما أتاح فرصة لرواد الأعمال الشباب في أفريقيا للوصول إلى جمهور أوسع وتوسيع أعمالهم من خلال منصات التجارة الإلكترونية.
- ابتكار: لقد أجبر الوباء رواد الأعمال الشباب في أفريقيا على أن يكونوا أكثر ابتكارا في نهجهم في مجال الأعمال. واضطر العديد منهم إلى تغيير نماذج أعمالهم للتكيف مع الواقع الجديد وإيجاد طرق جديدة لتوليد الإيرادات.
- أسواق جديدة: لقد خلق الوباء أسواقًا جديدة لرواد الأعمال الشباب في أفريقيا، حيث بدأ الناس في التركيز بشكل أكبر على المنتجات والخدمات من مصادر محلية. وقد خلق هذا فرصة لرواد الأعمال الشباب لعرض منتجاتهم وخدماتهم وبناء قاعدة عملاء.
- مجمع التمويل المتنوع: وقد أدى الوباء إلى زيادة فرص التمويل لرواد الأعمال الشباب في أفريقيا، حيث أدركت الحكومات والمنظمات الأخرى أهمية دعم ريادة الأعمال الشبابية خلال هذا الوقت العصيب.
- زيادة الدعم الحكومي لريادة الأعمال الشبابية: مع قيام العديد من الحكومات بتوفير التمويل وأشكال الدعم الأخرى لمساعدة رواد الأعمال الشباب على التغلب على التحديات التي يواجهونها.
- زيادة التعاون: إننا نشهد طفرة في الأنشطة التعاونية بين رواد الأعمال الشباب في أفريقيا، حيث يجتمع العديد منهم لتبادل الأفكار والموارد.
بعد ملاحظة آثار جائحة كوفيد-19 على رواد الأعمال الأفارقة الذين لجأ بعضهم إلى إجراءات صارمة للتكيف مع البيئة المتغيرة، كانت هناك زيادة في الدعم من القطاعين العام والخاص، أحدهما مؤسسة توني إيلوميلو، لدعم المشروع. تقدموا وتعاونوا ومكّنوا رواد الأعمال الشباب هؤلاء.
تحتاج الحكومات والمنظمات الدولية إلى تقديم المزيد من الدعم لرواد الأعمال الأفارقة. ويمكن أن يشمل ذلك التمكين المالي، مثل المنح، وتحسين البنية التحتية والوصول إلى الأسواق.
في حين أن جائحة كوفيد-19 فرضت تحديات كبيرة على ريادة الأعمال الأفريقية، فقد تكيف العديد من رواد الأعمال الأفارقة ووجدوا طرقًا مبتكرة للاستجابة للوباء. ولضمان نجاح ريادة الأعمال الأفريقية على المدى الطويل، تحتاج الحكومات والمنظمات الدولية إلى تزويد رواد الأعمال الأفارقة بالدعم المستدام الذي يعزز الاعتماد على الذات ويجهزهم للتغلب على التحديات الهيكلية التي تؤثر على أعمالهم.